الشجار بين الابناء (3)


كيف أتصرف عند وقوع النزاع بين الأبناء؟

بداية الأمر ينبغي أن نؤكد على عدة نقاط أساسية قبل التدخل وهي:

  1. لا تسقط مابداخلك على أطفالك ولاتنقل توترك إليهم ( افصل ما تشعر به عن مشاكل أطفالك ) فإن كنت تشعر بإحباط من أمر يتعلق بعملك وحدث نزاع بينهم لا تجعل نزاعهم سبباً لتسقط جام غضبك عليهم وتفرغ فيهم مشاعرك الخاصة بك .
  2. تذكر أن الضغط والانفعال لن يحسن الأمر ، وأن إعطاء الحلول الفورية للمشكلة ربما توقف النزاع بشكل آني ولكنها لن تكسب الأبناء مهارات حل الخلاف ولن تعلمهم التعبير عن مشاعرهم بطريقة سليمة
  3. خذ نفساً عميقاً قبل أن تتوجه لهم ، وانتبه لتعابير جسدك ونظرات عيونك ، فلا تكن كجلاد يتجه لينفذ فيهم حكمه ولا تكن متراخية توحي باللامبالاة وعدم الاكتراث .
  4. تدخلك لحل الخلاف ( الذي يصل للاذى اللفظي او الجسدي ) يتطلب:
    • الفصل بينهم والانتظار حتى تهدأ حدة المشاعر
    • فهمهم والتعاطف معهم و سماعهم بنفس الاهتمام
    • نجمعهم مع بعضهم بعد الهدوء و نحاول أن نبحث معهم عن حل للمشكلة .
    • تعزيز ثقافة الاعتذار وفق مبدأ( آسف تتحرك ) كما يصفها الدكتور ملهم الحراكي
آسف تتحرّك: أي لما تخطأ قم بعمل لي تعبّر فيه عن أسفك

إن معظم الخلافات التي تحدث بين الأبناء لا تخلوا من إحدى أمرين 
إما أن تكون بين طرفين من نفس المرحلة العمرية أو بين طرفين ينتمي كل منهما لمرحلة عمرية مختلفة عن الآخر 
وهذا سيساعدنا في معرفة أكثر نقطة نحتاج أن نركز عليها

فعندما يكون الخلاف بين اثنين مثلاً من مرحلة الطفولة المبكرة (سنتين وخمس سنين) نركز على ضرورة تواجدي معهم وقت الخلاف حتى لو لم أتدخل مباشرة لأن هذا يمنحهم الشعور بالأمان و على أهمية النزول لمستوى نظرهما عند محادثتهما و على لمسات الجسد والاحتضان ( لأن الطفل في هذه المرحلة يعبر عن مشاعره بجسده ) وعلى مساعدتهم على فهم مشاعرهم و كيفية التعبير عنها 

  • ( أنت غاضب لأنه أخذ لعبتك ؟؟؟ ) أنت حزينة لأنه لم يسمح لك باللعب معه ؟؟
  • لو كنت مكانك كنت سأغضب 
  • هذه اللعبة لأخيك ينبغي أن نستأذن منه أولاً فهو يحزن ان اخذناها من دون إذن.
  • هذه اللعبة لك من حقك أن لا تعطيه إياها ولكن جميل جداً أن تشاركه بها

لأن من سمات هذه المرحلة التمركز حول الذات ، فهي مرحلة بناء وتتطلب أن ندربهم على الحوار والتعبير عن المشاعر بالكلام

أما عندما يكون النزاع بين طرفين أحدهما ينتمي لمرحلة عمرية أكبر من الآخر فيجب أن لا ننسى أن الأكبر هو بالنهاية طفل له مشاعر ينبغي أن لا نهمشها ولا نطلب منه التنازل والمسايرة لأنه الأكبر ولا نجبره أن يعطي أشياءه دون رغبته فهذا سيولد عنده شعور بالاستياء ويولد عند الصغير فكرة أنه بصراخه سيحقق ما يريد ويتخذه أسلوباً وعادة كلما أراد الحصول على شيء ما ، وأن طلباته مجابة وكل من حوله عليهم إرضاءه

عندما يكون الخلاف بين طرفين ينتميان لمرحلة الطفولة المتوسطة أو المتأخرة مثلاً نركز على تنمية مهارة التفاوض وحل المشكلات ووضع القوانين وتحديد عاقبة الإخلال بها 
كأن تقول لهما معكما عشر دقائق إما أن تصلا لحل للمشكلة أو أني سأتدخل وأصدر حكمي الذي هو كذا .

في نهاية الأمر من الضروري جداً أن ندرك أننا قدوة لأطفالنا وأنهم يلاحظون طريقة تعاملنا مع الأزمات والخلافات ، وأنهم سيحاكون طريقتنا إن كانت بالصراخ أو بالتفهم و التفكير 
هل أعترف بخطئي وأحاول تحمل عواقبه؟
هل أعتذر؟
هل أتقبل من أختلف معه؟

وأن كل الخطوات التي ذكرناها سابقاً تتطلب التكرار والتروي و الحزم مع الحب .

إعداد: أ . نهى فتلون من فريق بصيرة للاستشارات التربوية والنفسية

رجــــــاء : رجاءا من كل الأخوات الكريمات اللاتي استفدن من هذه المعلومات وبقليل من الجهد مشاركة الموضوع عبر احدى ازرار المشاركة بالاسفل ولكن جزيل الشكر.