تفهم مشاعره ورغباته – كتاب حتى يبقى الحب


الأنسان يمنح بالغريزة نوع الحب الذي بحتاجة هو ، ولأن الأحتياج الأول للمرأة هو الرعاية والتفهم ..فإنها تلقائيٱ تمنح شريكها الكثير من الرعاية بتقديم النصائح وملاحقتة بالأسئلة للأطمئنان عليه وغير ذلك -مما يشعر الرجل بأنها لا تثق بقدرتة ،فحاجتة الأوليه هي الثقةوليست الرعاية وهكذا عندما لا يتجاوب الرجل مع رعايتها لاتفهم لماذا لايقدر حبها له!!وفي الوقت نفسه يمنحها الرجل نوع من الحب غير الذي تحتاجة فيفشلان في أشبا أحتياجات أحدهما الأخر .ولذلك فأن كلا الزوجين في حاجة لتعلم كيف يمنح الحب الذي يحتاجة شريك حياته كيف؟

خذ هذا المثال..

بعد أسبوع من ولادة طفلتهما الأولي كان هو وزوجتة منهكين تمامٱ فقد ظلن الطفلة توقظها كل ليلة كما أن زوجتة كانت قد أجريت عملية قيصرية ومن ثم فقد كانت تتناول مسكنات الألم وكانت تستطيع المشي بصعوبه باللغة ..وبينما كان هو في العمل خارج المنزل عاودت الألام زوجتة وبحثت عن المسكن فلم تجده وبدلٱ من أن تطلبه في العمل ،طلبت من اخيها الذي كان في زيارتها أن يأتيها بالمسكن من الصيدلية ولكنه أنشغل فلم يعد إليها بالدواء ومن ثم قضت يومها تعاني من الألم وفي،ذات الوقت تعني بالمولودة وعندما عاد الزوج من العمل كانت زوجتة في غاية الضيق ..

قالت:لقد بقيت أتالم طوال اليوم ولاأحد يهتم

قال مدافعٱ :لماذا لم تتصلي بي؟

قالت :لقد طلبت من أخي ولكنه نسي أنني في غاية الضيق لأهمالك لي ..إنني لاأكاد أقدر علي المشي ..أنت لاتهتم لأمري ولا تستشعر ألمي ..أنت لا تشعر أصلا بوجودي الا حين أكون في حالة جيدة … وعند هذه النقطة أنفجر الزوج ..وكيف أعلم أنا أنك تتألمين دون أن تتصلي بي وهل انا كنت أمرح والعب في عملي ؟…وبعد تبادل بعض الكلمات القاسية بينهما .أتجة للباب وهو يردد أنا في غاية التعب ولاأحد يقدر ذلك ..لقد بلغت هذه الحياة الصعبة أقصاها ..

قالت زوجتة:توقف من فضلك لاتخرج ..أنني في أمس الحاجة إليك ..أنني أعاني من الألم أسمعني من فضلك ..ثم توقفت وامتلأت عيناها بالدموع وتغيرت نبرة صوتها وقالت أنني أتالم في هذه اللحظة ..

هنا تقدم نحوها واحتضنها بهدوء .وقال لها أن سيتركها فقط ليأتي لها بالدواء فقالت لاأحتاج سواك ..لا أحتاج دواء ..في هذه اللحظة بدأ يدرك أن ماكانت تحتاجة من البداية هو ماحدث في نهاية الحوار والشجار ..أنها فقط تحتاج من يقدر مشاعرها ويحيطها بالأهتمام والرعاية والحب ..

وهكذا في كل حوار بين الرجل والمرأة تود المرأة أم يتفهم الرجل مشاعرها ويود الرجل أن تسمع المرأة تفسراته ..فالرجل يغلب عليه التفكير والمرأة يغاب عليها المشاعر أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ..دعنل نقرأ الحوار التالي بين هذين الزوجين الذين تزوجا منذ مدة قريبة

  • مني: أني أشعر بصداع شديد في رأسي
  • مجدي: هل أتيك بحبه للصداع
  • مني: لقذ أخذت خبتين منذ،قليل ولا فائدة كبيرة
  • مجدي: انك تحتاجين لبعض الراحة ،لماذا لاتنامين لبعض الوقت
  • مني: اني لاأريد النوم أن لدي أعمال كثيرة لأنجزها
  • مجدي: لماذا تفعلين هذا بنفسك أن كل الأعمال يمكن أن تنتظر
  • مني: لقد،قلت لك أنني لاأريد أن أنام ، ولاتقل لي أنت ماذ علي أن أفعل
  • مجدي: ((بشئ من الغضب)) أني أحاول أن أساعدك ولكنك لاتحبين الأستماع للنصيحة لنك تسمعين لنفسك فقط!
  • مني : ((بسخرية)) شكرٱ جدٱ أنك حقيقة نساعدني وتنصحني

….من خلال الحوار السابق نلاحظ أن مجدي كان يظهر الرعاية والأهتمام ؤاته حاول أن يقدم بعض المساعدة ولكنه حاول أن يصلح الأمر باعطاء زوجتةشيئٱ ماديٱ بدل أن يعطيها ماهي بحاجة إليه الاوهو الشعور بأنه يستمع إليها ..أنه لايدري أن أفضل مايقدمة لها من العون والمساعدة أن يستمع أليها وأن يشعرها بهذا الأستماع ولربما شعرت زوجتة باستماعه إذا قال لها شيئٱ يشير لهذا كأن يقول مثلا أن ألم الصداع مزعجٱ حقٱ او يؤسفني أن تكوني متألمة

أخي الزوج..

أن الزوجة بعد يوم طويل من العمل وضجيج الأولاد وبكاء الرضيع،قد ترتاح لوجود من يسمعها أكثر من ارتياحها لسماع النصائح مهما كانت نية ومقصد قائلها سليمة وطيبة..!!))

وانظر إلي هذه المشكلة التي تقع في أحدي زوجات النبي ﷺوتأمل كيف تعامل معهاﷺ..

لقد((دخلﷺ علي أم المؤمنين صفية بن حيي بنت أخطب رضي الله عنها فوجدها تبكي فسألها ((مايبكيك))قالت:قالت لي حفصة:إني بنت يهودي،أي حقرتها وجرحت مشاعرها فقال ﷺ في لمسه انسانية وعاطفية رائعة راقية:((إنك لابنة نبي))أي:موسي بن عمران((وإن عمك نبي))أي:هارون((وإنك لتحت نبي))أي:زوجك نبي ((ففيم تفخر عليك حفصة؟!))

فانظر أخي الزوج إلي تتطيب الخواطر ومراعاة النفوس وحسن العشرة والكلمة الطيبة الدافئة التي تخرج من الزوج لزوجتة فتمسح كل الأكدار والأثار والأحزان وتزيد الأحترام والتقدير ..وتأمل معي الكلمة الربانية الدقيقة بينكم .فلم يقل عزوجل(( جعل لكم ))مثلٱ .أنما قال بينكم ..فالمسألة تباديلة أي يتبادلها الزوج والزوجة إي ان المودة والرحمة لا تتحققان إلا من الطرفين فلايمكن أن تكون من طرف واحد..يتجه الرجل نحو المرأة ويتزوجها ليسكن إليها ..تسكن إليها روحه ثم يطمع في المودة والرحمة ،مودة المرأة ورحمتها ،فتهبها له. فإذا تلقاها بادلها بالمودة والرحمة ويظل الزوج باقيٱ ومستمرٱ مأستمرت به المودة والرحمة .

إن الرجال عادة أكثر بعدٱ عن حقيقة مشاعرهم ..وهناك،كثير من الأمور والمماراسات التي تبقي المشاعر محبوسة فلا يشعر بها صاحبها وقد يتطلب الأمر وقتٱ وممارسة وشجاعة ليشعر الأنسان بحقيقة المشاعر وخاصة المشاعر الرقيقة كالحنان والشوق وقد تختفي تحت سطح مشاعر الغضب والجرأة مشاعر حقيقية من الأحباط والألم واتعدام الأمن والخوف والحزن .وفي المقابل فإن معظم النساء قد تعلمن كبنات صغيرات أن بعض المشاعر كالغضب وخيبة الأمل غير مقبولة ،ولذلك فإنهن عادة لايدركن أن لديهن هذه المشاعر والمشكله أن مثل هذه المشاعر تتحكم وتسيطر علي حياتنا بشكل خفي لا نلاحظة حتي نبدأ بإدراكها والتعبير عنها .ويخفف الحديث عن مشاعرنا هذه من تأثيرها وسيطرتنا علي حياتنا وتقربنا من بعضنا البعض وتساعدنا علي أن نكون أكثر إنسانية وأكثر قربٱ ..

إن الرجل حين لايعرف الحاجات العاطفية للمرأة فإنه يعطيها الحاجات العاطفيةالرجل وكذلك تعطي المرأة للرجل الحاجات العاطفيه للمرأةولأن حاجتهما مختلفة فإن كلاهما لا يكون راضيٱ

خذ مثالٱ…

((خضعت لبني لعملية جراحية وبعد،العملية كانت تشكو لأختها من أن الغرز قد تركت ندبة علي،جلدها فقالت لها أختها مواسية .أنا أعرف أحساسك الأن فقد شعرت به حين أجريت القيصرية في العام الماضي ..كما أن صديقتها واستها أيضٱ بقولها أعلم أن الأمر مؤلم لأنك تشعرين أن عندك لون من ألوان التشوه !!

ولكنها حين أخبرت زوجها مهاب عن حالتها النفسية قال لها بأمكانك أن تجري عملية تجميلية تخفين بها أثر الندبة وتستردين بشكل جلدك الطبيعي لبني بالأرتياح لمشاركة أختها وصديقتها لها فيما تشعر به فقد احست بالأستياء إزاء تعليق زوجهالانها كانت تريد أن تسمع منها تفهمٱ لاحاسيسها بل لقد فعل الأسوء من ذلك والذي ذعد،من ألمها هو انه طلب منها أن تجري عملية اخري في الوقت الذلي لاتزال تشكو من العملية الأولي !!ولذلك أعترضت قائلة لن أخضع لعملية جراحية اخري وهنا شعر مهاب بالألم والحيرة فقال لا لا تقلقي ياحبيبتي هذا الأمر لايزعجني علي الأطلاق فردت سائلة ((إذن لماذا تردني أن أخضع عملية أخري ؟))رد الزوج فقط لانك قلت أنك منزعجة من أثر الغرز وفي هذه اللحظة شعرت لبني بأنها أساءت فهم زوجها لقد كان مهاب مساندٱ بشكل رائع طوال فترة جراحتها فكيف أستساغت توبيخه علي ماقاله بالرغم من أنه لم يقصد إيذائها ؟ فانظر إلي هذا المثال وتفكر فيه لقد رأي. مهاب أن تعليقه أنما هو استجابه لشكواها ..ولكنها اعتقدت أن رأية يمثل شكوي مستقلة !!!

وحين حاول مهاب أن يطمئنها بأسلوبه الخاص وأن يخبرها الا تقلق بشأن أثر الغرز علي جلدها لان من الممكن علاجة اخذت من كلامة دليلٱ علي أنزعاجة من هذا الأثر في جلدها !!وهكذا كات اقتراح الزوج مهاب الذي يعني أن ليست ثمة مشكلة في علاج هذا الأمر جاء بالنسبة للزوجة لبني في الوقت الدي تحتاج فيه إلي من يؤكد لها أن من الطبيعي الا تقلق ..لقد كانت لبني في حاجة الي تفهم مشاعرها ولكن زوجها مهاب أسدي لها النصيحة متخذأ بذلك دور يحل المشكلة ..

مثال أخر …

أجرت الزوجة عملية جراحية إثر حادث سيارة ولأن الزوجة تكره الأقامه في المستشفيات فقد طلبت من الأطباء أن تغادر المستشفي الي المنزل وفي المتزل كانت تشعر بالألم نتيجة تحركاتها هنا وهناك ولذلك قال لها الزوج بعنف مالذي جعلك لاتمكثين في المستشفي حيث يتوفر لك المزيد من الراحة لقد ألم رأي الزوج هذا مشاعر الزوجة التي اعتقدت أنه لايرغب في أن تعود إلي المنزل مرة أخري…هكذا لم تفكر الزوجة في أن اقتراح الزوج علي أنه كانت نتيجة لأحساسها بالألم ولكن ظنت أن تعبير مستقل منه ليعبر به عن رغبته في الا تكون في المنزل ومن هنا فأن فهم الفروق بين الجنسين وفهم طبيعة الطرف الاخر في التعبير عن مشاعرة وعواطفه يحدث نقله نوعية في،كيفية التعامل بين الزوجين ومن ثم تنقص الهوه الفاصله بينهما

(21)

من كتاب “حتى يبقى الحب: لمسات في فن التعامل بين الزوجين

رجــــــاء : رجاءا من كل الأخوات الكريمات اللاتي استفدن من هذه المعلومات وبقليل من الجهد مشاركة الموضوع عبر احدى ازرار المشاركة بالاسفل ولكن جزيل الشكر.