علموا أولادكم الحياة


ﻃﻮﻓﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺑﺪﺃ ﺑﺎﻟﻔﻴﻀﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻧﻤﻮﻩ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻱ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻲ ﻭﺯﺍﺩﺕ ﺣﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﻦ ﺍﻷﺧﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ، ﻭﻭﺻﻞ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻀﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﺘﺼﺎﺩﻡ.

ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮ ﻧﺘﺠﻪ ﺑﺄﻧﻈﺎﺭﻧﺎ ﻭﺟﻬﻮﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻭﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﻦ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻥ ﺑﺴﻼﻣﺔ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﻴﻦ ﺳﻴﺴﻠﻢ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﻳﻨﺸﺆﻭﺍ ﻧﺸﺄﺓ ﺗﺮﺑﻮﻳﺔ ﺳﻮﻳﺔ ﺗﺠﻤﻊ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ ﺃﻭ ﺗﻤﻠﻚ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺗﻨﺸﺌﺔ ﻃﻔﻞ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﺜﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻳﻮﻟﺪ ﻋﺒﻘﺮﻳًﺎ ﺑﻄﺒﻌﻪ ﻭﻧﺴﺒﺔ ﺫﻛﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺪﻻﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺮﺗﻔﻌﺔ ﻭﻳﻔﺴﺪﻩ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺃﻭ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ.

ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺐ ﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺧﺮﻳﺠﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﻧﺸﺆﻭﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﺌﺎﺕ ﻭﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﻭﺗﻄﻮﺭﻭﺍ ﻭﺑﺪﺃﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﺴﺪﻫﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺃﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ، ﻓﺄﺻﺒﺤﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺮﺓ ﻫﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﺒﻘﺮﻱ ﺑﻄﺒﻌﻪ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺨﺮﺑﻪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺃﻭ ﺑﺄﺧﺮﻯ ﺃﻡ ﻫﻲ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﻭﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﻭﻣﻬﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻘﻘﻬﺎ ﻃﻔﻞ ﻭﻻ ﻳﺤﻘﻘﻬﺎ ﺁﺧﺮ؟ ﻫﻞ ﻧﻮﺟﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﺃﻡ ﻟﻤﻦ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ؟ ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﺻﻮﺍﺏ.

ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺠﺮﺑﺘﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺭ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺒﺎﻟﻐﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﻴﻦ ﺳﻮﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺤﻜﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻮﺟﻪ ﻋﺎﻡ ﺃﻭ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻓﻠﻨﺘﺼﻮﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﻃﻔﻞ ﺃﺑﻲ ﻻ ﻳﺤﺒﻨﻲ، ﺃﻣﻲ ﻻ ﺗﺮﻳﺪﻧﻲ. ﻳﻜﺒﺮ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭﻳﻤﻮﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺷﻌﻮﺭ ﺳﺨﻴﻒ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻘﺒﻮﻟًﺎ.

ﻳﺒﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻐﺮ ﻭﺗﺨﺮﺝ ﺁﺛﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻞ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ. ﺃﻧﺖ ﻻ ﺗﺤﺒﻨﻲ ﺃﻧﺖ ﻻ ﺗﺮﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲّ ﺇﻧﻬﺎ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﺮﻋﺒﺔ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺛﻢ ﻳﻜﺒﺮ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺛﻤﺎﺭﻩ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ، ﻭﺍﻟﻮﻳﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﻳﻞ ﻟﺸﻌﺐ ﻳﺤﻜﻤﻪ ﺷﺨﺺ ﺃﺻﻴﺐ ﺑﻀﻌﻒ ﺍﻹﺛﺮﺍﺀ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻲ ﻭﻫﻮ ﺻﻐﻴﺮ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﺒﺮ ﻳﻘﻮﻝ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻳﻀﺮﺑﻮﻧﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺗﻮﻋﺪﻫﻢ ﺣﻴﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﺳﺄﻧﺘﻘﻢ. ﺛﻢ ﺑﺪﺃﺕ ﺃﻧﺎ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻲ ﻣﻤﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻔﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﻴﻦ ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺎﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻈﻴﺮ ﻭﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ ﻭﺍﻟﻬﺎﺩﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﻪ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﻢ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻫﺰﻳﻠﺔ ﺑﻞ ﻣﺆﻟﻤﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻭﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻛﺜﻴﺮﺓ.

الهزات النفسية التي تصيب البشر فتجعلهم عرضة للاكتئاب والاضطراب النفسي يعود سببها الأكبر في غالبها إلى مرحلة الطفولة. بين دلال الطفل وتعنيفه والقسوة عليه تقبع كل الاضطرابات النفسية

ﻓﻘﺪ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻷﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﻳﻨﻔﺮ ﺍﻷﺏ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﺪ ﻳﻨﻔﺮ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻭﻗﺪ ﻳﻘﺒﻞ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻻ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻟﺴﻌﺎﺩﺗﻬﻤﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻀﻠًﺎ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺑﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻝ ﺍﻟﺦ.  ﻭﺛﻤﺎﺭ ﻭﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﻦ ﺍﻷﺧﻴﺮﻳﻦ ﺗﻨﺬﺭ ﺑﺎﻟﺨﻄﺮ ﻭﺗﻨﺎﺩﻱ ﺑﻞ ﻭﺗﺼﺎﺭﺥ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺨﺘﺼﺮﺓ ﺃﻭ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﻭﺗﺠﻨﺐ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﻭﺍﻷﻣﻢ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻧﺘﺎﺝ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻼﻧﻔﺠﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻻ ﻳﺘﻌﺎﻣﻰ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺼﻠﺤﺔ.

ﻓﻌﺎﺩﺕ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﻂ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻟﻠﺒﺎﻟﻐﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﺆﺕ ﺛﻤﺎﺭﻩ ﺇﻻ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﺑﻬﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﻟﺰﺍﻣًﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻄﻔﻞ ﺣﻴﺚ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻌﻮﻝ ﻭﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻣﻌﻮﻗﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﺒﻌﻀﻨﺎ ﻳﺒﻨﻲ ﻭﻏﻴﺮﻧﺎ ﻳﻬﺪﻡ ﺑﻞ ﻭﺑﻌﻀﻨﺎ ﻳﻬﺪﻡ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺑﻘﻲ ﻧﻮﻉ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺑﻞ ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺟﻤﻮﺩ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻭﺍﻧﺴﺤﺎﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ. ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﺧﻄﺎﺏ ﻣﻌﻠﻢ ﺃﻭ ﻭﺯﻳﺮ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺃﻭ ﺻﺤﺔ ﺍﻭ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺃﻭ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺭﻭﺿﺔ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻨﺎ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﻷﻧﻬﻢ ﻋﻤﺎﺩ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻗﺎﺩﺓ ﺍﻟﻐﺪ.

ﻭﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺣﻖ ﻭﺻﺪﻕ ﻭﻋﺪﻝ ﻭﻭﻋﻲ ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺗﺮﺟﻤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﺘﺠﺪﻫﺎ ﻣﻬﻤﺸﺔ ﻫﺰﻳﻠﺔ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻻ ﺗﺮﺍﻋﻲ ﻓﺮﻭﻗًﺎ ﻓﺮﺩﻳﺔ ﻭﻻ ﺳﻤﺎﺕ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻭﻻ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻭﻻ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﻬﻴﺌﺔ ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻏﻴﺮ ﺭﻋﺎﻳﺘﻪ ﺻﺤﻴًﺎ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﻴًﺎ ﻭﺗﺮﺑﻮﻳًﺎ.

ﺇﻥ ﺍﻟﺼﻼﺑﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺗﺰﺍﻥ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ ﻟﻬﻤﺎ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻀﻌﻪ ﻧﺼﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻄﻔﻮﻟﺔ. ﺇﻥ ﺍﻟﻬﺰﺍﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﺘﺠﻌﻠﻬﻢ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻼﻛﺘﺌﺎﺏ ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻳﻌﻮﺩ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ . ﺑﻴﻦ ﺩﻻﻝ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﺗﻌﻨﻴﻔﻪ ﻭﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻘﺒﻊ ﻛﻞ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺘﺠﺖ ﺟﻴﻠًﺎ ﺑﻞ ﺃﺟﻴﺎﻟًﺎ ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺭﺍﺓ ﻛﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ ﺑﻴﻦ ﻓﺮﻳﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﻳﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ ﺃﻭ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻻﺀ.

ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺯﻛﺖ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺃﺧﺮﺟﺖ ﺭﻛﺎﻣًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﻬﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺃﻭ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭ محافظﺔ ﺃﻭ ﻭﻻﻳﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺷﻌﺐ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ.

ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻟﺪﺕ ﻛﻤًﺎ ﻣﻬﻮﻟًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻓﻀﻠًﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ.

ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﺖ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺃﺳﺪًﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﻧﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺼﻢ .

ﺗﻠﻜﻢ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻟﻔﺰﻉ ﻭﺍﻟﺸﻚ ﻭﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭﺍﻹﺑﺎﺣﻴﺔ ﻭﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺃﺟﻴﺎﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ اﻟﻌﺼﺮ .

ﻻﺑﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻭﻧﻌﻴﺪ ﺗﺸﻐﻴﻞ ﺍﻟﺒﻮﺻﻠﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻬﺪﻑ ﺯﺭﻉ ﺍﻟﺼﻼﺑﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻓﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺗﻨﺸﺌﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﺍﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ، ﺛﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ ﺩﻭﻥ ﻛﺒﺮ ﺃﻭ ﺍﺳﺘﻌﻼﺀ، ﺣﺰﻥ ﺩﻭﻥ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﻋﺼﺒﻲ ﺃﻭ ﺍﺿﻄﺮﺍﺏ ﺫﻫﺎﻧﻲ، ﻓﺮﺡ ﺩﻭﻥ ﺳﺨﺮﻳﺔ ﻭﺷﻤﺎﺗﺔ، ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻠﺆﻫﺎ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻭﺃﻋﻈﻢ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺑﺈﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺩﻋﻤﻬﻢ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﺛﺒﺎﺕ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺼﺪﺍﻡ ﻟﻤﺠﺮﺩ ﺍﻻﺧﺘﻼﻑ ﻓﻲ ﺭﺃﻱ ﺃﻭ ﺣﺰﺏ ﺍﻭ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺃﻭ ﻓﻜﺮ.

ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻷﺻﻌﺐ ﻓﻲ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺗﺒﻮﺀ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻣﻨﺼﺒًﺎ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ. ﺍﺑﺪﺅﻭﺍ ﺑﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻧﺘﻬﻮﺍ ﺑﺎﻷﻃﻔﺎﻝ ﻻ ﺗﺨﺎﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻻ ﺗﺮﺗﻌﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻜﺎﻟﻮﺭﻳﺎ ﻓﻠﻴﺲ ﺭﺳﻮﺏ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﺍﺛﻨﺘﻴﻦ ﻋﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﺸﻠﻪ، ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺳﻴﻘﺮﺃ ﻭﻳﻜﺘﺐ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺳﻴﺘﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺳﻴﺘﺨﺮﺝ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺳﻴﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ. ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻭﻻﺩﻛﻢ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻫﻢ ﺳﻴﺘﻌﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺣﺪﻫﻢ.

رجــــــاء : رجاءا من كل الأخوات الكريمات اللاتي استفدن من هذه المعلومات وبقليل من الجهد مشاركة الموضوع عبر احدى ازرار المشاركة بالاسفل ولكن جزيل الشكر.