دورات الاقتراب والابتعاد – كتاب حتى يبقى الحب


يحتاج الرجل من حين إلي أخر أن يبتعد عن زوجته التي أحبها قبل أن يعاود الأقتراب منها مرة ثانية ..وهذا الدافع للابتعاد هو شعور غريزي عند الرجل وليس قرارٱ أو اختيارٱ لكنه يحدث تلقائيٱ فهي دورة طبيعية ،وليست بخطأ منها أو منه .فالرجل يتأرجح دائما بين حاجته للأستقلال وبين حاجتة للعلاقة الحميمية

أما المرأة أذا شعرت أنها محبوبة ،تحرك تقديرها لذاتها أرتفاعٱ وانخفاضٱ كالموجة وعندما تكون معنوياتها مرتفعة تكون اكثر قدرة علي رؤية كل جميل ورائع في حياتها .ولكن عندما تنكسر موجتها لا تتذكر إلا ما تفتقده في حياتها وتكون في حاجة للكلام عن مشاكلها ،وفي حاجة لأن ينصت لها الرجل ويفهمها إن هناك من يشبه بعض الجوانب النفسيه للمرأة بأمواج البحر ، حيث تتراوح عواطفها ومشاعرها بالأرتفاع الشديد عندما تكون مسرورة مبتهجة لتعود مشاعرها للانخفاض عندما تنزعج ،وتضعف ثقتها بنفسها وماتلبث مشاعرها أن ترتفع من جديد ،وهكذا كأمواج البحر المتقلبة فعندما ترتفع مشاعر المرأة وتعظم ثقتها بنفسها فإنها تكون مصدرٱ لا ينضب للحب والتضحية والعطف والحنان للأخرين وخاصة زوجها . ..

ولكن عندما تنخفض أمواجها وتشعر ببعض الأكتئاب ، فإنها تحس بفراغ كبير في داخلها وبأنها تحتاج إلي الحب والرعاية من قبل الأخرين وخاصة زوجها . وهناك من يشبه أنخفاض مشاعر المرأة وعواطفها وكأنها تنزل في بئر أو جب عميق مظلم ..وماتلبث المرأة بعد أن تصل الي قاع البئر وخاصة. اذا شعرت أن هناك من يحبها ويتمناها، أن تبدأ رحله الصعود للخروج من هذا البئر وتعود كمان كانت نبعٱ معطاء من الحب والرعايه لمن حولها وخاصة زوجها

إن علي الرجل أن يفهم أن تبدل مشاعر المرأة علي هذا النحو من الأرتفاع والأنخفاض ونزولها إلي البئر وصعودها منه ، ليس من تصرفاتها ، بل هو سجية وخلقة خلقها الله عليها ويجب أن يتعامل معها كما هي :

أن من الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها الرجل أن يمنع زوجتة من تقلبات المشاعر والمزاج ، أو أن يحاول أن يخرجها من ذلك البئر العميق فهي لا تحتاج ألي من يخرجها منه وإنما. تحتاج أن تشعر بأن زوجها بجانبها ويحبها ويرعاها وتحتاج. أن تسمع منه كلمات الرعايه والعناية .وأن تحسن بدفء الحب ولطف المعامله

وإذن فالنزول إلي البئر هو أمر طبيعي كتبدل حالة الطقس والموج وهي فرصة للرجل أن يقف بجوار امرأتة ويظهر لها الدعم والتأييد والمحبه والمشاعر الفياضه تجاهها

وإذا كانت المرأة في الحب والعاطفة كموج البحر…فإن الرجل في علاقته بالمرأة كشريط المطاط!!فهو يقترب جدٱ من المرأة ثم يبتعد بلا سبب ، ثم يقترب مرة اخري وقد تفاجأ المرأة عادة عندما تلاحظ أن زوجها يبتعد قليلٱ رغم قناعتها بمحبته وتقديرة لها ،والذي يجب أن تعلمه المرأة أن الرجل لا يقرر ذلك عمدٱ وعن تخطيط وأنما هي صفة تلازمه ، وجبلة خلق الله عليها ..

وعلي الجميع أن يتذكر أن حب الرجل كالقمر يذهب ويأتي وأن حب المرأة كموج البحر صعودٱ وهبوطٱ ،وأن المرأة تنزل الي البئر وأن الرجل عندما تواجهه المشاكل يدخلي إلي الكهف وأن هذه أمور خلق الله الذكر والأنثي عليها ولا سبيل إلي تغيرها بل لا بد من التعامل معها كما هي .

أخي الزوج /أختي الزوجة

إن الرجل حين يقترب من المرأة يشعر بالحاجة الملحة للابتعاد لبعض الوقت مما يشعره بأستقلاليته المتجددة ،وليعاود الأقتراب من جديد بينما تميل المرأة في علاقتها ومشاعرها إلي الصعود والهبوط كموج البحر ، وفهم هذه الفروق يساعد المرأة علي التعامل الأمثل مع الأوقات التي يميل فيها الرجل لبعض الأبتعاد ،ويعين الرجل علي التعامل الأفضل مع المرأة عندما تتغير فجأة طبيعية مشاعرها وكيف يقدم لها ماتحتاج في هذه الأوقات …(11)

من كتاب “حتى يبقى الحب: لمسات في فن التعامل بين الزوجين

رجــــــاء : رجاءا من كل الأخوات الكريمات اللاتي استفدن من هذه المعلومات وبقليل من الجهد مشاركة الموضوع عبر احدى ازرار المشاركة بالاسفل ولكن جزيل الشكر.